Image

فتح الرحمان في تفسير القرآن

القرآن الكريم -كما جاء في الأثر- لا يخلق عن كثرة الرد، وقد استودع من العلوم والمعارف التي لا تحصى، بيد أن استخراج ما فيه من كنوز العلم والمعرفة يحتاج إلى تأمل وتدبر وتفسير لا يستطيعه كل أحد، ولا ينتهي عند حد، ومن ثَم تتابعت جهود المفسرين لمحاولة اكتشاف ما فيه من أنوار العلوم الدينية والدنيوية، فحوت تفاسيرهم كثيرا من المعارف التي لا يجحدها إلا مكابر، وخلّف لنا هؤلاء كتبًا كثيرة في تفسير القرآن الكريم، كل كتاب منها يحمل طابع صاحبه، ويتأثر بمذهب مؤلفه، ويتلون باللون العلمي الذي يروج في العصر الذي أُلِّفَ فيه. ومع تعاقب الأزمان وتجدد النظريات تفتقر التفاسير القديمة إلى إبراز الجوانب العلمية التي يشير إليها القرآن بشكل أو بآخر، ومن ثَم تسد هذه التفاسير المعاصرة حاجة المسلمين في هذا الجانب، ومن هذه التفاسير (فتح الرحمن) لمؤلفه الأستاذ الدكتور/ عبد المنعم تعيلب، الذي استفاد في كتابه فكرًا وعلمًا من جميع من سبقه معتمدا فيه على صحاح الأحاديث، مبرزا للإعجاز البلاغي والعلمي، مع الرد المقنع والبليغ على أي شبهات تثار ضد القرآن، متفاديا التطويل المتمادي والاختصار المخل. وقد حرص المؤلف في تفسيره (فتح الرحمن) على الآتي: 1 : تفسير القرآن بالقرآن، مع ذكر رقم الآية واسم السورة. 2 : التفسير بما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأما ما قص عن درجة الصحيح فربما أورده في الحاشية، أو بين عارضتين معزوًّا إلى مخرِّجه. 3 : التفسير بالثابت عن الصحب الكرام، والأئمة الأعلام. 4 : التفسير بما فتح الله تعالى عليه به من فهم، التزم فيه – ما استطاع إلى جانب ما سبق ، أمورًا منها: • البيان دون تطويل ممل، أو اختصار مخل. • الرد على الشبهات. • الإشارة إلى أوجه الإعجاز البلاغي والتربوي والتشريعي والعلمي في موضعه. • رعاية السياق. • إبقاء الكلمة على ظاهرها وعمومها ما لم يصرفها صارف. • التذكير بأمانة الآيات المباركات ؛ من حيث العلم بها، والاستمساك والاستقامة على أحكامها، والتزكي بخلقها.